وصل مسبار الفضاء الاوربى “روسيتا Rosetta” الى مدار المذنب الجليدى ” تشوريموف Churyumov” و يدور فى فلكه الان ، استعدادا للانزال المرتقب للمركبة “فيلة Philae” على سطح المذنب ، يوم الاربعاء 12 نوفمبر الجارى ، حيث ستقوم وكالة الفضاء الأوروبية بتنفيذ أول هبوط تاريخي لشيء من صنع البشر على سطح مذنب فى مدار المجموعة الشمسية.
و قد اتخذت البعثة مسمياتها من عناصر مصرية فرعونية ، حيث سمي المسبار “روسيتا Rosetta” تيمنا “بحجر رشيد Rosetta Stone” الذي عثر عليه في مصر وكان مفتاح حل لغز الكتابة الهروغليفية ، بينما سميت مركبته الأرضية “فيلة Philae” تيمنا بمجمع معابد فيلة ، كما تم اطلاق اسم ” اجيليكا Agilkia ” على نقطة وموقع هبوط المركبة على المذنب وهي جزيرة في منتصف نهر النيل جنوبى مصر حيث تم نقل معابد فيلة اليها خلال بناء السد العالى فى حقبة الستينيات .
و تعد عملية الانزال على المذنب تتويجا لرحلة استغرقت 10 اعوام للمسبار” روسيتا”، والتى قطع خلالها أكثر من ستة مليارات كيلومتر فى الفضاء ، ليطلق المركبة الفضائية ” فيلة ” التى لا يزيد حجمها عن حجم ثلاجة منزلية متوسطة الحجم ، بينما لا يزيد عرض المذنب الصغير الججم نسبيا عن 3 كم .
و يعد التحدي الكبير امام فريق ادارة العملية هو انزال المركبة على سطح المذنب الذى يشبه “البطة ” و يتحرك فى الفضاء بسرعة تبلغ 18 كم فى الثانية الواحدة اى 64.800 كم فى الساعة ، بينما سيظل المسبار ” روسيتا ” يدور حول المذنب اثناء وجود المركبة ” فيلة ” على سطحه المتحرك .
و اذا نجحت عملية الانزال ، التى سيتم ادارتها من مركز عمليات وكالة الفضاء الاوروبية في دارمشتات -ألمانيا، ستكون حدثا تاريخيا حيث ستكون المرة الاولى يتم فيها تفحص مذنب جليدى و دراسته عن قرب و تحليل مكوناته ، بل ان نتائج الفحص يعتبرها العلماء انها ستكون بمثابة المفتاح لكشف الأجوبة حول تشكيل النظام الشمسي، وأصل المياه على كوكب الأرض، وربما حتى الحياة نفسها.
و على الرغم من صغر حجم المذنب Churyumov الذى قدر العلماء انه يمكن للمرء أن يقطع المسافة بين طرفيه في أقل من ساعة، الا انه و مع حجمه الصغير لكن مع سرعه تحركه و هبوطه يمكن تصور تاثير سقوطه على الارض و حجم الدمار الذى يمكن ان يحققه ، وهو ما قد يساعد على اضافة المعنى و التفسير لما حدث للديناصورات على الارض قبل 66 مليون سنة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق